الخميس، 3 نوفمبر 2016

خطة بريطانيا لاقامة دولة يهودية في فلسطين قبل 72عاما على وعد بلفور -مقالي في عدد نوفمبر من الهلال في ذكرى مئوية وعد بلفور



" من لا يملك أعطى لمن لا يستحق " جملة يتردد صداها في ذاكرة كل عربي  منذ كان طفلاً  يسمع مرثيات الوعد المشؤوم في اليوم الثاني من نوفمبر من كل عام وهي تجلجل  في ميكرفونات الإذاعات المدرسية وعلى  لسان مدرس التاريخ وتطل عليه مصحوبة بمشاهد التهجير والدمار والخراب من شاشات التليفزيون الوعد أو الرسالة التي أرسلها وزير خارجية بريطانيا آرثر جيمس بلفور للكونت ليونيل والتر روتشيلد في ذات اليوم من العام 1917م نصت على التالي :
" عزيزي الكونت روتشيلد
يسرني جداً أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة جلالته التصريح التالي ،إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين ،وسوف تبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية ،على أن يفهم جلياً أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من حقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين ولا الحقوق أو الوضع السياسي لليهود في البلدان الأخرى ،سأكون ممتناً إذا ما أحطتم الإتحاد الصهيوني علماً بهذا التصريح.
                                                        المخلص  آرثر بلفور "
النص الذي لا يختلف كثيراً في مضمونه عن قرار عصبة الأمم 1922م الذي منح بريطانيا حق الإنتداب على فلسطين مشروطاً بتنفيذ مشروع الدولة اليهودية وتضمنه اول دستور أرساه البريطانيين في فلسطين وأيضاً قرار التقسيم181 الذي صدر بعده بثلاثين عاماً وللمفارقة هو أيضاً لا يختلف كثيراً عن حل الدولتين الذي تطالب به السلطة الفلسطينية والدول العربية الآن فهذا الإعتراف الرسمي الذي منحته حكومة الإمبراطورية البريطانية لتأكيد مباركتها لتكوين النواة الأولى لدولة صهيونية على أرض فلسطين بوصفها المالكة الحقيقية للقوة على الأرض لمن رأت أنه يستحق من وجهة نظرها هذه الملكية أصبح حقيقة واقعة يعترف بها العرب أنفسهم – ولعل جنازة شيمون بيريز أحد آباء الجيل الثاني من العصابات الصهيونية والتمثيل العربي والفلسطيني الكبير وعالي المستوى بها خير مثال على ذلك – إستطاع اليهود الصهاينة أن يقنعوا البريطانيين بالأخص والغربيين بالأعم وهم مالكي القوة الحقيقية بأحقيتهم الأدبية في فلسطين قبل وعد بلفور بزمن طويل واستطاعوا أيضاً أن يقنعوا الحكومة البريطانية أن وجودهم في فلسطين يتوافق مع المصالح العليا للإمبراطورية البريطانية وقطعوا لإثبات أحقيتهم هذه شوطاً طويلاً جداً بدأ بالكلمة.
دائماً ما تكون البداية كلمة عندما تأسست أول مطبعة عبرية على الأرض فلسطين في العام 1563م وكانت الأولى في آسيا ، بعد ذلك بأكثر من قرن نشر في أوروبا العام1698م كتاب باللغة الفرنسية يصف الفظائع التي يتعرض لها يهود القدس تحت الحكم العثماني ،وفي قفزة قرن آخر يرسل نابليون بعد غزوه لمصر ودخوله فلسطين في العام 1799م دعوة ليهود العالم لإقامة وطنهم القومي في فلسطين وتنتهي الدعوة بهزيمته على أسوار عكا ،بعدها وفي العام 1818م تتشكل في بريطانيا أول جمعية تطالب بإحياء الأمة اليهودية في فلسطين وقد لاقت هذه الدعوة ترحيباً من قطاعات مهمة في السياسة البريطانية بحلول ثلاثينيات القرن التاسع عشر بفضل جهود اللورد شافتسبوري وحمية اللورد بالمرستون وزير خارجية بريطانيا من 1851م حتى1830م والذي شغل أيضاً منصب رئيس الوزراء ووزير الثقافة وعدة مناصب أخرى وكان كلاهما مسيحياً صهيونياً متعصباً يؤمن إيماناً عميقاً بوجوب عودة أمة العهد إلى أرض صهيون لتتحقق العودة الثانية للمسيح وتحل مملكة الله على الأرض ورغم كراهيتهما العميقة للوجود اليهودي في بريطانيا كانا يؤمنان تماماً أن قدر بريطانيا هو المساعدة في إحياء أمة صهيون فكتب شافتسبوري نفسه "رغم إعترافي بأن هؤلاء القوم (اليهود) حقراء وحقودين وغارقين في التحلل الأخلاقي وجهلة بتعاليم الإنجيل لكنهم ليسوا فقط جديرين بالخلاص بل إن خلاصهم لابد منه وحيوي لخلاص المسيحيين" ،ولذلك ضغط بالمرستون بعد مساعدته للعثمانيين في دحر المصريين من الشام وتخليصها لهم من الإدارة المصرية تحت حكم محمد علي لتنفيذ شيئين الأول هو إنشاء قنصلية بريطانية في القدس عام1838م والثاني هو تعزيز وتشجيع إستيطان اليهود الأوروبين في الأراضي المقدسة ،ففي رسالة واضحة إلى القنصل البريطاني في القسطنطينية طلب بالمرستون إقناع السلطان أن وجود اليهود في فلسطين سيزيد من موارد وثروات الإمبراطورية العثمانية وأن دعوة ورعاية مباشرة منه لهذا الأمر سيساهم في إحباط أي محاولة شريرة قد يقوم بها محمد علي في المستقبل لتهديد المصالح العثمانية والغريب أن زعيم السانسيمونيين الفرنسيين المقيم في مصر أنفايتان قد عرض على محمد علي هو الآخر إقامة مشاريع في فلسطين بتمويل يهودي بالإضافة لمشروح شق قناة السويس ليضع على حد قوله قدم في مصر وأخرى في بيت المقدس وتلمس يداه مكة وروما لكن محمد علي رفض المشروع برمته لشكه في أنه يزيد مطامع الغربيين في بلاده على عكس العثمانيين الذين رحبوا بالفكرة والتي بدأت تتحقق على الأرض لدرجة أنه بحلول عام1845م نشر إدوارد لودفيج ميتفورد أحد مساعدي بالمرستون البارزين في عدة صحف إلتماساً يطالب فيه صناع السياسة البريطانية بإسم أمة إسرائيل أن يجعلوا شرعية إقامة هذه الأمة في فلسطين أحد أهداف السياسة الإمبراطورية في الشرق وقد نشر هذا الإلتماس على هيئة مقال عنونه "إقامة دولة يهودية في فلسطين تحت الحماية البريطاني" ،وأكد فيه أن هذا ينبغي أن يكون هدفاً حيوياً للسياسة البريطانية مبرراً ذلك بأنه هو الحل الوحيد للحفاظ على طرق الإتصال والإمداد بين أجزاء الإمبراطورية ولضمان مركز متفوق في الشرق على باقي الأمم خاصة مع إختراع السفن البخارية وإنشاء خط مواصلات سريع لآسيا عبر المتوسط ثم بالسفن البخارية حتى القاهرة فبراً للسويس ومنها للهند دون المرور برأس الرجاء الصالح.
هذا المقال هو بمثابة التصريح الأول عن ضرورة الوجود اليهودي في فلسطين حماية للمصالح الإمبريالية للإمبراطورية البريطانية في مصر بالتحديد وكان هذا دلالة على إقتناع صانع القرار البريطاني بأن الوجود اليهودي في فلسطين لم يعد مجرد فكرة دينية اة أخلاقية بل أصبح أيضاً ضرورة سياسية ولذلك أعادت بريطانيا إستغلال حاجة الدولة العثمانية لمساعدتها في حرب القرم ضد روسيا لتغيير الأوضاع على أرض فلسطين لتتشكل أول مستعمرة يهودية بالقرب من القدس في عام1854م ولتعطي العلية لرعاياها اليهود للمرة الأولى الحق في حيازة الأرض فاتحة بذلك المجال لمستعمرات أخرى ،ومع إفتتاح قناة السويس للملاحة في العام 1869م برعاية فرنسية وعدم رضا بريطاني زادت أهمية فلسطين كحد شمالي للقناة ينبغي من وجهة النظر البريطانية أن لا يترك نهباً لأمم معادية وبصفة خاصة مع إزدياد النشاط التبشيري لكل من ألمانيا وفرنسا وروسيا في فلسطين وإدراك البريطانيين لأهمية القناة كشريان حيوي في جسد الإمبراطورية مما دفع بريطانيا لتشجيع ماعرف بإسم ( العاليا الأولى – أو العاليا الزراعية عام1880م ) أي العودة الأولى لليهود لوطنهم الأول في فلسطين برعاية وتمويل اللورد روتشيلد وقبلها بعامين في العام1878م أنشأت أول مستوطنة منظمة على أرض فلسطين بإسم بتاح تكفا و التي لقبت بأم المستوطنات وكان المهاجرين في هذه الهجرة فلاحين من روسيا واليمن عاد اغلبهم بعد ذلك لبلادهم الأصلية ودفعها أيضاً للإحتلال العسكري لمصر عام1881م وإنشاء قاعدة لها في منطقة القنال وأنشات في فلسطين المستوطنة الكبرى الثانية وسميت ريشون لي صهيون وكان اغلب قاطنيها من اليهود الروس وبعد إحتلال مصر مباشرة وضع البارون روتشيلد في ديسمبر حجر أساس قرية زمارين اليهودية والتي سكنها يهود رومانيين زورت أوراقهم ليصبحوا رعايا للدولة العثمانية وإحتوت على سبعمئة بيت ومدرسة زراعية متطورة وهي الآن بلدة زيكرون ياكوف ،وهكذا أصبح تعداد اليهود في فلسطين بحلول عام1897م تاريخ إنعقاد المؤتمر الصهيوني الأول ما يقرب من الأربع وعشرين ألف يهودي واستعان الصهاينة بالرشاوي وفساد الموظفين وطمع العثمانيين في بيع الأراضي التي ملكوها عنوة في فلسطين بالتحايل على قوانين الدولة العثمانية التي لم تكن تسمح بتملك الأراضي لغير رعايا الدولة وإشتروا مساحات شاسعة من الأرض كذلك تكالبت الدول الكبرى والمبشرين لشراء الأراضي وأيضاً السماسرة الذين كانوا بمعاونة الموظفين يجبرون صغار الملاك على البيع بأثمان بخسة ويعيدون البيع لوكلاء الصهاينة ثم بدأ الوافدين الجدد مطلع القرن العشرين ببناء المصانع وتعبيد الطرق وإستيراد الآلات من أوروبا ليظهروا أمام العالم أنهم قادرين على إنشاء دولة متحضرة على الطراز الأوروبي في أرض الميعاد ،ثم بدأت الموجة الثانية من الهجرة أو العاليا الثانية كما تعرف وكانت هذه المرة من قبل صناع ومعلمين ومدنيين بدأوا في بناء أول مدينة صهيونية على الطراز الأوروبي في الأراضي المقدسة والتي أصبحت فيما بعد عاصمتهم تل أبيب حتى هذه اللحظة كانت بريطانيا تسير خطوات بطيئة ومتأنية على درب تسليم فلسطين للصهاينة إلى أن إشتعل إوار الحرب العالمية الأولى وتحالفت الدولة العثمانية مع ألمانيا وتوالت الهزائم في كل الجبهات على بريطانيا وحلفاءها خاصة في جاليبولي وفي فبراير من العام 1915م تمكنت قوة من الجنود الأتراك تحت قيادة ضباط ألمان من عبور شبه جزيرة سيناء والوصول إلى ضفة القناة أي الوصول لشريان حياة الإمبراطورية الواصل إلى الهند وهو ما احدث صدمة لإستراتيجية الدفاع البريطانية القائمة على أنه لا يوجد جيش حديث يستطيع إجتياز هذا المانع الطبيعي وبالتالي أن جبهة الشمال آمنة ونسي البريطانيين ان الجمال إستطاعت أن تفعل ذلك عبر العصور كما انه وبطريقة ما في أكتوبر عام1916م إستطاعت الطائرات الألمانية أن تصل القاهرة وتروع قاطنيها ولهذا كان على الإنجليز ان يمدوا خط دفاعهم الشمالي عن مصر حتى فلسطين فكان هذا هو السبب الرئيسي في الإسراع بإعلان بلفور في نوفمبر1917م فقد وجدت الحكومة البريطانية أن حلفها مع الصهاينة هو أسلم طريقة لتأمين مصالحها بأرخص التكاليف البممكنة ودون تحميل المواطنين البريطانيين أعباء إضافية حيث سيتكفل الصهاينة بتكاليف حماية الحدود الشمالية وهي خطوة كانت بريطانيا التي رأت في حلفائها الصهاينة بديلاً مريحاً للنزاع معهم لأنها ظلت تشك في نوايا الفرنسيين بالأخص تجاه تجارة الأرض المقدسة رغم توقيع إتفاقية سايكس بيكو معهم في مايو 1916م وكانت من أهم العوامل التي شجعت البريطانيين على إتخاذ خطوة إعلان بلفور هي موافقة الولايات المتحدة ومباركتها له بعد دخولها ساحة القتال إلى جانبهم وموافقتها أيضاً على فرض الإنتداب البريطاني على فلسطين التي كانت لاتزال رسمياً ولاية عثمانية بعد إقناع صهاينة أمريكا للرئيس ويلسون بضرورة ذلك وبالإضافة إلى إيمان رئيس الوزراء البريطاني في تلك الفترة لويد جورج بأحقية وعدالة مطالب اليهود فإنه أيضاً كان يرى أنهم سند للإمبراطورية في بلدانهم الأصلية وخاصة روسيا التي سقطت فيها قيصرية آل رومانوف المعادية للسامية وكان حكامها الجدد بمثابة اللغز المحير والخطر على المسرح الأوروبي في تلك الفترة الحرجة والغريب أنه كان هناك تيار يهودي قوي في بريطانيا رأى أن إعلان الحكومة البريطانية معاد للسامية وخطر على الأمة اليهودية وأن الحركة الصهيونية بحد ذاتها أكبر خطر على اليهود وقد تزهم هذا التيار أدوين مونتاجيو وزير الهند الأسبق في حكومة صاحبة الجلالة وواحد من أوائل اليهود الذين شغلوا مناصب مرموقة في الإمبراطورية وقد ألقى خطبة في البرلمان أواخر العام 1917م إتهم فيها الحكومة بالعداء للسامية ومحاولة نفي اليهود من بلادهم الأصلية والقضاء على مكتسباتهم تحت دعوى عنصرية هي الوطن القومي لكن الدعم الأمريكي والفرنسي والإيطالي ومباركة الفاتيكان لخطوة بلفور قوى من موقف حكومة لويد جورج أمام البرلمان وإن كان قد دفعها للتأكيد على الجملة الأخيرة في خطاب بلفور لروتشيلد والتي نصت على ضمان حقوق ومكتسبات اليهود في بلدانهم الأصلية وبرغم أنه وبعد إعلان بلفور بإسبوع واحد أصر فلاديمير لينين قائد روسيا الجديد على الخروج من الحرب بالرغم من كل جهود اليهود لإقناعه بمساندة بريطانيا إلا أن الحكومة لم تتراجع عن وعدها بسبب الفوائد الأخرى الناتجة عنه وبسبب الدعم الشعبي القوي لخطواتها هذه وظهر هذا جلياً في ردود أفعال الصحف بعد الإعلان ،على سبيل المثال نشرت صحيفة الجارديان الليبرالية في إفتتاحيتها التي كتبها محررها الرئيسي ج. ب. سكوت بعد الإعلان مباشرة يقول "يتحدث البعض عن فلسطين كدولة ولكنها ليست دولة بل سوف تصبح فيما بعد ؛سوف تصبح دولة لليهود هذا هو معنى إعلان بلفور الحقيقي" ثم إستطرد قائلاً "إن سياسة الحكومة البريطانية ستكون بوضوح هي أن تشجع بكل قوتها هجرة اليهود لفلسطين بهدف إنشاء الدولة اليهودية فيها" وفي إشارة لأهمية هذا لوضع بريطانيا في مصر كتب المحرر "إن لفلسطين أهمية قصوى لدى بريطانيا العظمى لأنها إن سقطت في يد قوة معادية من الممكن أن تصبح قاعدة لشن هجمات على مصر ولذلك فإن أهم مصالح بريطانيا تتمثل في عدم تواجد أية قوى عظمى بأي شكل على أرض فلسطين لأن ذلك سيمثل على الأغلب إمكانية شن أعمال عدائية ضد الإمبريالية البريطانية" ، وإتفقت صحيفة نيو ستاتس مان ذات الميول اليسارية مع الجارديان في رؤيتها وإن كانت أكثر تحديداً في رؤيتها التي نصت على أن مصالح الإمبراطورية في السويس تؤدي إلى نتيجة واحدة هي وجوب دعم الصحوة الصهيونية والإشراف عليها برعاية بريطانية وانه مهما كانت الإنجازات التي حققها اليهود في البلاد التي يعيشون فيها فإن الأفضل لهم أن تكون لهم دولتهم التي تخدم مصالح الإمبراطورية كذلك وافقت الدايلي إكسبريس الأوسع إنتشاراً على أن إعلان بلفور هو بمثابة إعلان لقيام الدولة اليهودية وأكدت على وجوب فتح هذه الدولة لليهود من كافة أنحاء العالم أما التايمز اللندنية فجعلت عنوانها الرئيس يعبر عن ما تراه فلسطين لليهود وإكتفت بنشر مقتطف من نص موافقة مجلس الوزراء على إعلان بلفور.
بعدها نشرت الجارديان على صفحاتها أن إعلان اللورد بلفور لاقى ترحيباً كبيراً من السير رونالد ستورس أول حاكم عسكري بريطاني للقدس وأنه قال أن هذا إجراء لابد منه لحماية شريان الإمبراطورية النابض في السويس وأن إستعمار اليهود لفلسطين سيوجد لبريطانيا حليفاً قوياً في خضم البحر المعادي لها من العرب كما نشرت رأي لليساري الأشهر في عصره الكولونيل جوزايا سميث قال فيه أنه بسبب رفض المصريين للوجود البريطاني على أراضيهم فلابد أن تظل فلسطين في يد رجال نستطيع الإعتماد عليهم حتى لو كان ذلك لأنهم يعتمدون يتناغم مع المصالح البريطانية في المنطقة , ولم تبال هذه الصحف بأن تعداد اليهود المقيمين في فلسطين للعام1917م كان على أقصى تقدير ثمانين ألف بينما تعداد العرب في نفس الفترة سبعمائة ألف لأنهم ببساطة من وجهة نظرها جهلة ومتخلفين ويعيشون خارج التاريخ بل إن بعض الصحف وصفتهم بأنهم ( أبؤريجينال العصر ) ووصفهم محرر الجارديان بأنهم في أدنى درجات الحضارة ولايوجد لديهم اي قدرة على التقدم واللحاق بركب المدنية وهو في رأيه هذا لم يختلف مع رئيس تحرير الجارديان الذي سبقه هـ. ن. برايسلفور الذي وصف عرب فلسطين بأنهم برابرة نصف متوحشين ليس لديهم القدرة على إعمار فلسطين وأنه من الممكن إستبدال هذا الجنس المنقرض بملايين من الأوروبيين البيض القادرين على بناء مجتمع متحضر ،اما تشرشل الذي عاد مرة اخرى لوصف عرب فلسطين بأنهم ككلب أقام في مكان ما لمدة وهذا لا يعني في نظره أن لهذا الكلب حقوق في هذا المكان وأنه لا يعترف بأنه قد حدث خطأ بحقهم بهذا الإعلان بنفس رؤيته أنه لا يرى أن هناك أي خطأ أو ذنب أرتكب بحق الهنود الحمر في أمريكا ولا بحق من دعاهم بسود أستراليا.
وهكذا وحماية لمصالحها في مصر وفي قناة السويس على الأخص أعطت بريطانيا الوعد الذي خلق شرعية إقامة الدولة الصهيونية على أرض فلسطين مستغلة ضعف وجهل سكانها العرب وهو السبب الذي من وجهة نظر صانع القرار البريطاني أعطاه الحق في طردهم من أراضيهم ومنحها لمن يستحق من وجهة نظرها لأنه أيضاً من وجهة نظرها أكثر تحضراً ومدنية ورقياً وقدرة على خدمة مصالحها وليشهد العالم بعد الوعد البريطاني بثلاثين عاماً طرد أكثر من أربعمئة ألف عربي من أراضيهم دون أن تهتز له شعرة ليحل محلهم القادمين من شتات المعمورة سعياً وراء إقامة مملكة الله على أرض ظلم فيها الإنسان وطرد منها ،وبهذا ولدت دولة الكيان الصهيوني على ارض فلسطين رسمياً في 19مايو 1948م بمباركة الإمبرياليون الجدد والقدامى.



إلى اليسار الصورة الوحيدة التي توثق إستسلام عمدة القدس ومسئوليه العثمانيين تحت راية بيضاء وتسليم المدينة للبريطانيين صبيحة التاسع من ديسمبر 1917م – إلى اليمين القوات البريطانية بقيادة الجنرال الليمبي تدخل في موكب النصر من بوابة يافا بالقدس ظهيرة نفس اليوم


صورة على بوابات القدس "بوابة يافا " تظهر  فرق الجيش البريطاني  وعمدة القدس مع قادة الجيش أثناء مفاوضات تسليم المدينة صبيحة التاسع من ديسمبر 1917م

صورة توضح بدايات وصول المستوطنين اليهود من كافة أنحاء الأرض ليشكلوا نواة بناء المستوطنات الإسرائيلية في فلسطين


مجموعة من اليهود الوافدين الجدد إلى جوار خيامهم و لافتة كتب عليها معسكر الهجرة تل أبيب لليهود


صورة لبلفور أثناء زيارته للمستوطنات الإسرائيلية  خلال تواجد في فلسطين لإفتتاح الجامعة العبرية – 1925م

صورة لبلفور أثناء مراسم الإستقبال الشعبي الحاشد له في مستوطنة ريشون لي صهيون الإسرائيلية  خلال تواجد في فلسطين لإفتتاح الجامعة العبرية – 1925م


صورة تجمع مهندسي وعد بلفور وإغتصاب الأرض الثلاثة البريطانية في فلسطين يحضرون افتتاح  الجامعة العبرية عام 1925م اللورد اللمبي  قائد القوات البريطانية في فلسطين عام 1917 اللورد بلفور والسير هربرت صمويل المندوب السامي البريطاني

إضالحداد والمقاطعة والأعلام السوداء التي كست البيوت العربية في إستقبال اللورد اللمبي  قائد القوات البريطانية في فلسطين عام 1917 اللورد بلفور والسير هربرت صمويل المندوب السامي القادمون لافتتاح  الجامعة العبرية عام 1925مافة تسمية توضيحية
المانشيت الرئيسي لصحيفة بلاستين بوست الصادر بتاريخ الأحد 16مايو 1948م معلنناً للعالم ميلاد  دولة إسرائيل رسميا





هناك تعليق واحد:

  1. https://www.facebook.com/profile.php?id=100005543267667&sk=photos&collection_token=100005543267667%3A2305272732%3A69&set=a.676197212575048.1073743198.100005543267667&type=3

    ردحذف